اسامه خليل في مقال قوي وناري لوزير الرياضه اشرف صبحي : لا تلطخ يديك بدم الزمالك ولاتقهر جماهيره – صورة
نشر الصحفي اسامه خليل مقال قوي وناري ورساله الي وزير الشباب والرياضه الدكتور اشرف صبحي بعد الاحداث التي تشهدها الساحه الرياضه وبالتحديد نادي الزمالك بعد قرارات اللجنه الاولمبية الاخيرة بايقاف رئيس الزمالك مرتضى منصور 4 سنوات.
وكتب اسامه خليل عبر صفحته الرسميه : كنت قد أنتويت كتابة هذا المقال قبل أسبوع مضى، وقت أن تعالى صياح وزير الرياضة وبطانته _ عقب إسقاط رئيس الزمالك في إنتخابات مجلس النواب _ منبهين أن الوزارة تستعد لإتخاذ اجراءات ضد نادي الزمالك، وأن لجان التفتيش المالي شارفت علي الإنتهاء من عملها..، وأن الإجراء سيأتي في إطار القانون واللوائح والدستور.
وتزامن التهديد والوعيد مع خروج ( بومة الإعلام ) يطبل ويغني ‘بالصاجات’ مبشراً بنهاية ‘طاغية الزمان’، وإقتراب حل مجلس إدارة الزمالك، وإيداع بعض أعضائه السجن ونفي الباقين الي جزيرة سيشيل ( منفي الوطنيين إبان أزمنة الإحتلال وهي كثيرة ) ويبشر بشروق شمس عصر جديد يغيب عنه الزمالك عشر سنوات جدد(!).
كنت أنتوي ذلك، وبعد أن جمع الزملاء المادة ووضعت الخطوط العريضة للمقال وجدت الوزير يكرر نفس الكلام مع نفس الأعلامي وكأنه -الوزير – يتقاضي راتبا إضافيا علي راتبه من وضع الزمالك ولاعبيه وجمهوره تحت الضغط ، تحت المقصلة ، تحت حد سكين ، تحت تهديد ورقة ممهورة بتوقيع الوزير تعيدهم الى الأيام السوداء، عندما كان الوزير يغير مجلس إدارة النادي مثلما يبدل قمصان بدله. ووقتها ايضاً كانوا ينفذون أحكامهم وقراراتهم بالقانون واللوائح، ولم يتركوا الزمالك إلا جثة هامدة يشفق عليها الناس ويمصمصون شفاههم وهم يتذكرون أمجاده وبطولاته عندما كان الأكثر تتويجاً بالبطولات الأفريقية في القرن الماضي، ويتسامرون بقصص نجومه الأفذاذ حسن شحاته وطه بصري وفاروق جعفر وعلي خليل وحماده امام، وفطاحل كانت تهتز الأرض لظهورهم في الملاعب.
‘أيام أسود من قرن الخروب’، يمهد الوزير لعودتها بتصريحاته وتحذيراته ووعيده بأن القرارات معدة وجاهزة ولكنه رحمة منه بجماهير الزمالك سيؤجلها الى ما بعد النهائي الأفريقي. ماهذا الرعب الذي يبثه الوزير في نفوس اللاعبين والجماهير؟ وهل هذا مناخ طبيعي يستعد الفريق فيه للنهائي، وكيف للاعبين أن يستعدوا نفسياً ووزير الرياضة يرفع ‘كرباج’ التهديد بحل مجلس الأدارة ؟ كيف يهدأ بالهم وتستكين نفوسهم وبعد أيام ستتوه حقوقهم بين مجلس منحل وآخر معين ؟ أي رحمة تلك التي يتحدث عنها الوزير… إنه العذاب بعينه للاعبين والجماهير والأدارة ( للعلم الوزير زملكاوي وتولي مناصب قيادية عديدة داخل النادي )، وكيف للوزير أن يبث الرعب في النفوس الزملكاوية بينما يبجل ويعظم إدارة الفريق المنافس ويزور رئيسهم في مرضه ؟ كيف أفهم من وزير يدعو لنبذ التعصب ( الموجود في العالم الافتراضي علي السوشيال ميديا ) فيقوم بتشكيل اللجان المالية للبحث عن اخطاء في الزمالك ( وهذا حقه ولا أعارضه مطلقاً ) بينما يغض الطرف عن النادي الأهلي الذي تلقي مجلس إدارته هدايا وساعات ( رجالي وحريمي ) تزيد عن العشر ملايين جنيها ، وكيف يتغاضي عن تلقي رئيس الأهلي دعم من شخصية سعودية لتمويل حملته الأنتخابية وهي نفسها الشخصية التي منحت الرئاسة الشرفية بعد شهر من إنتخاب المجلس؟ وما هي الشفافية والعدل إذن يا رجل الدوله المحاسب على شفافيتها وعفتها؟ ولماذا تفتش في الزمالك عن جرائم ماثلة في الأهلي لا تراها وأنت بصير؟.
كيف قبل الوزير الذي يدعونا لنبذ التعصب أن يُهان الزمالك ورموزه عندما قام ‘حسن مصطفى’ بدعوة رئيس الأهلي الحالي و’حسن حمدي’ رئيسه السابق الذي أدين في قضايا المال العام، دعوتهم في قرعة كأس العالم لليد بينما تجاهل دعوة أحد من رموز الزمالك ولم يكتف بذلك بل زاد الأهانة للجميع عندما قال انه يدعو اصدقاءه ولا يوجد له اصدقاء في الزمالك؟ كيف تجاهل الوزير أن البطولة تقام علي أرض مصرية وهناك قواعد وأسس وبرتوكول يمس سيادة الدولة وعليه ان يحترم هذه السيادة فمصر أكبر من أن تكون صالات أفراح مفروشة يؤجرها ‘حسن مصطفى’ ليقيم فيها بطولاته.
سيادة وزير الرياضة المبجل
لا أعلم إذا كان ما تفعله نابعاً من قناعة شخصية أم هو “توجيه” للتخلص من رئيس الزمالك ؟
وهنا لا يعنيني الإبقاء علي ‘مرتضى’ او نزعه من مقعده، بل ما يعنيني هو إحترام الديمقراطية والأحتكام الى أعضاء الجمعية العمومية وأن يتم التعامل مع الزمالك كمؤسسة كبيرة مثل الأهلي الذي لم تقترب الدولة وتحل مجلسه تحت اي ظرف والأمثلة كثيرة. وحتي عندما تكتلت قوي الشر داخل النادي الأهلي بدعوي إنقاذه واستصدرت حكماً قضائياً نهائياً بحل مجلس إدارة النادي برئاسة ‘محمود طاهر’ بناءً علي خطأ إداري أرتكبه مجلس ‘حسن حمدي’ في إدارته للعملية الأنتخابية، وقتها لم يجد ‘خالد عبد العزيز’ مفراً وهو الكاره لمجلس ‘طاهر’ من إعادة تعيين نفس المجلس المنتخب. الى هذا الحد تراعي الدولة الأهلي وكان من نتيجة الأستقرار أن حقق مجلس ‘طاهر’ إنجازات تسد عين الشمس ( اعادة بناء فريق الكرة ، بناء نادي الشيخ زايد بعد 10 سنوات من الجمود ، شراء أرض لبناء فرع في التجمع ) بينما المجلس الذي يلقي رعايتك لم ينته بعد 3 سنوات من تجديد سور النادي!(للعلم سيتم افتاح بوابة النادي فرع الجزيرة الخميس المقبل الموافق 19 نوفمبر وبهذه المناسبة العظيمة والانجاز الضخم اعلنت ادارة النادي علي صدر لوحة اعلاناتها تخفيضات للاعضاء في مطاعم النادي واكبرها 30٪ في منفذ بطاطس اند زلابيا ، بينما في سبيكترا التحلية مجاناً )
المهم ، نعود الي نادي الزمالك وهنا اريد ان أذكرك بالتاريخ ( وذكِّر فإن الذكري تنفع المؤمنين … صدق الله العظيم )
ففي بداية الألفية كان الزمالك في أوج تألقه حيث فاز في 2000 بكأس الكؤوس الأفريقية بعد تغلبه علي ‘كانون ياوندي’ بمجموع المباراتين. وفي عام 2001 توج بطلاً للدوري الممتاز وكأس السوبر المصري واتبعها عام 2002 بدوري أبطال أفريقيا و بكأس مصر والسوبر المصري وهو العام الذي احرز فيه الأسماعيلي بطولة الدوري ، ولأنها سنوات الزهو والأنتصار ففي عام 2003 فاز ببطولة الدوري والسوبر المصري والسوبر السعودي والسوبر الأفريقي ، ثم أتم العام الرابع في الألفية الجديدة وفاز بالدوري للعام الثاني علي التوالي الي جانب السوبر المصري.
هكذا كان الزمالك بطلاً ومنافساً وحاصداً للبطولات – وليس حصالة للأهداف ومستنقعاً للهزائم كما حدث لاحقاً- وكان مجلس إدارة الزمالك وقتها يرأسه المحترم دكتور ‘كمال درويش’ . وخلال تلك الفترة فاز الزمالك ب12 بطولة بينما حصد منافسه الأهلي 8 بطولات فقط وتقاسمها بين مجلسي ‘صالح سليم’ و’حسن حمدي’ الذي أستكمل الفترة الأنتخابية للمايسترو بعد رحيله عام 2002 ، ( للعلم الزمالك تفوق علي الأهلي كروياً في تلك الأعوام رغم وجود كبار الكرة بالأهلي في مجلس الادارة ؛ صالح سليم ، حسن حمدي ، الخطيب ، طاهر ابوزيد )
إلي هنا وكانت الأمور تسير طبيعية، الزمالك يتقدم مرة والأهلي مرة والمنافسة شريفة ولايوجد تعصب حتي ننبذه. إلا ان هذا الوضع الطبيعي توقف عند 2004 وهو نفس العام الذي أنتخب فيه ‘حسن حمدي’ إمبراطور مؤسسة الأهرام والجالس علي خزائنها أنتخب رئيساً للأهلي ومعه نائبه -الرئيس الحالي للنادي- فأنقلب الحال في غمضة عين، وتحول الزمالك الي “حرب شوارع” بعد ان تدخلت الدولة في 2005 وقررت حل مجلس الإدارة بعد أشهر قليلة من إنتخاب ‘مرتضى منصور’ رئيساً وتعيين ‘مرسي عطاالله’ مكانه ، وذلك علي اثر استقالة 6 من أعضاء المجلس ( للعلم الأهلي استقال 6 من اعضاءه عام 2015 ولم تحله الدولة ) .
وفي أول ابريل من 2006 عاد ‘مرتضي’ بحكم قضائي ولم يستمر سوي شهرين حيث اصدر ‘حسن صقر’ قراراً بتجميده على أثر رفعه للحذاء في المدرجات وقرر صقر أن يستكمل ‘رؤوف جاسر’ المدة ولكن ‘مرتضى’ حصل على حكم بعودته في شهر أغسطس من نفس العام.
ولم يتوقف عبث الدولة في الزمالك ورفضها الأحتكام الي الجمعية العمومية، وقرر ‘حسن صقر’ تعيين ‘ممدوح عباس’، أفشل رئيس في تاريخ أندية العالم والتجديد له في سبتمبر 2007 . وفي اطار العبث المعجون بماء الشيطان قرر ‘حسن صقر’ تعيين المحترم العالم الدكتور ‘محمد عامر’ رئيسا لتجري الأنتخابات ويأتي الرئيس الفاشل ‘ممدوح عباس’ في مايو 2009 ولكن يحصل ‘مرتضى منصور’ علي حكم حل المجلس في سبتمبر 2010 لتزوير الأنتخابات ويعين المستشار المهذب ‘جلال ابراهيم’ ولكن يتنازل ‘مرتضي منصور’ عن الحكم الصادر لصالحه ويعود عباس مرة اخري وعندما جاء ‘طاهر ابوزيد’ وزيراً للرياضة وفي اكتوبر 2013 تم إلغاء قرار المد لمجلس عباس وتعيين ‘كمال درويش’ حتي جرت الإنتخابات وجاء ‘مرتضى منصور’ رئيسا للنادي عام 2014 .
هكذا عاش الزمالك في عشر سنوات من التوهان والضياع والإنهيار بفعل تدخل الدولة وقراراتها بتعيين مجالس إدارات غير شرعية وغير قانونية بينما الأهلي تحت رئاسة ‘حسن حمدي’ يصول ويجول يوزع الهدايا من أموال مؤسسة الأهرام علي كل المسئولين وتستجيب له الدنيا وتلقى البطولات تحت قدميه بينما المنافس ضائع
وهكذا يهدد وزير الشباب والرياضة الآن بأن يعود الزمالك للأيام السوداء، وهكذا تنعق بومة الإعلام مبشرة بعودة هذه الأيام
سيدي الوزير
ختاماً… نصيحتي لا تلوث يديك بدم الزمالك ولا تقهر جماهيره كما فعل سابقوك من الوزراء
وأحتكم إلي الجمعية العمومية كما تفعلوا مع الأهلي
أليس هذا هو العدل؟ وتلك هي القرارات التي تمنع الإحتقان والتعصب