مواهب دوري المحترفين الواعدة.. حسام عماد “كنز مصري” قادم من قلب المنصورة في زمن الإنفاق بالملايين على مواهب أجنبية

في ملاعب بعيدة عن أضواء الكاميرات، وفي مدرجات خالية من ضجيج الإعلام، تنمو مواهب كروية حقيقية داخل أندية دوري المحترفين المصري. شباب يملكون المهارة، والعقلية، والطموح، لكنهم يواجهون حاجزًا صلبًا يتمثل في تجاهل الأندية الكبرى، التي تبحث دومًا عن البريق في الخارج، بينما يلمع الذهب تحت أقدامهم هنا في الداخل.
ورغم أن كرة القدم المصرية لا تزال تعاني على مستوى المهاجمين المحليين، فإن أندية الدوري الممتاز تصرّ على ضخ ملايين الدولارات لجلب صفقات أجنبية، غالبًا ما لا تقدم الإضافة المطلوبة. البعض ينجح، لكن كثيرين يغادرون بصمت، دون أن يتركوا بصمة تُذكر.
وسط هذا المشهد، يبرز اسم حسام عماد رضوان، مهاجم نادي المنصورة، كأحد النماذج الصارخة لموهبة صاعدة، تستحق فرصة حقيقية في الصفوف الأولى.
موهبة واعدة من قلب المنصورة
من مواليد 20 يناير 2008، يبلغ حسام من العمر 17 عامًا فقط، ويلعب في مركز المهاجم الصريح. يمتلك بُنية بدنية مميزة (187 سم – 78 كجم)، وقدرات تهديفية نادرة، بدأها مبكرًا بتسجيل 90 هدفًا في فترة البراعم، تلاها 42 هدفًا في مرحلة الناشئين، ثم انطلاقة للفريق الأول سجل فيها هدفًا في مشاركاته الأولى.
الموهبة اللافتة لحسام لم تمر مرور الكرام على الجهاز الفني لمنتخب الشباب، حيث تم استدعاؤه 3 مرات دوليًا، ونجح في إحراز هدف، وسط إشادة بمستواه الفني والبدني، خاصة في الكرات الهوائية والتحرك الذكي داخل منطقة الجزاء.
مهاجم المستقبل… في انتظار الفرصة
حسام هو مجرد نموذج، لكنه أيضًا جرس إنذار. فكم من لاعب مثله ينتظر نظرة من نادٍ كبير أو فرصة في نادٍ طموح؟ كم من هدف لن يُسجل لأن أحدهم قرر استيراد مهاجم بلا روح ولا انتماء؟
ربما آن الأوان أن تعيد أندية الدوري الممتاز نظرتها تجاه دوري المحترفين، وأن تبحث عن المواهب بدلًا من الدولارات، لأن “الكنز أحيانًا يكون مدفونًا في المنصورة.. وليس في إفريقيا أو أوروبا”.
ولا يُعد حسام عماد رضوان الحالة الوحيدة في دوري المحترفين، فالملاعب المصرية تمتلئ بالعديد من المواهب التي تنتظر فقط من يمد لها يده. لكن حسام نجح في لفت الأنظار بموهبته اللافتة وتطوره السريع، ما جعله مثالًا حيًا لما يمكن أن تقدمه هذه الدوريات من طاقات حقيقية قادرة على صناعة الفارق.
ونحن بدورنا، سنسعى خلال الفترات القادمة إلى تسليط الضوء على عدد من هذه الأسماء الواعدة، لنُعيد فتح ملف المواهب المدفونة، وندفع بالأندية والإعلام والجماهير إلى إعادة النظر في كنوزنا المحلية، التي قد تكون الحل الحقيقي لأزمات الكرة المصرية، بعيدًا عن سحر الصفقات الأجنبية.