
في مثل هذا اليوم من عام 2013، رحل عن عالمنا الكابتن إبراهيم يوسف، أحد أرقى المدافعين الذين مرّوا على تاريخ نادي الزمالك والمنتخب الوطني.. رحل الجسد لكن اسمه ما زال محفورًا في ذاكرة الجماهير، يطوف في الوجدان مثل لحن كلاسيكي لا يموت.
وُلد إبراهيم يوسف في 1 يناير 1959 بحي إمبابة الشعبي وكان الحلم الأبيض قد بدأ يتشكل مبكرًا في وجدانه ليلتحق بقطاع الناشئين في الزمالك، وفرض نفسه كلاعب استثنائي في خط الدفاع، جمع بين القوة البدنية والذكاء التكتيكي حتى لقّبته الجماهير والإعلام بـ”الغزال الأسمر”.
حقق مع الزمالك ثلاثة ألقاب للدوري المصري ولقبين لـ كأس مصر، وكان جزءًا من الجيل الذهبي الذي صعد على عرش القارة، حين تُوّج بلقب دوري أبطال أفريقيا مرتين، ثم الكأس الأفروآسيوية عام ليكتمل المجد القاري.
في بطولة أمم أفريقيا 1984، تم اختياره أفضل ليبرو في القارة، وبلغت شهرته ذروتها حين اختارته مجلة فرانس فوتبول ثاني أفضل لاعب في أفريقيا عام 1984، وثالثًا عام 1985، وهي مرتبة لم يصل إليها أي مدافع مصري من بعده.
بعد الاعتزال، لم يغادر نادي الزمالك، بل عاد مدربًا للشباب وعضوًا بمجلس الإدارة، محافظًا على العهد الذي قطعه على نفسه وهو صغير: أن يخدم الزمالك ما دام حيًا.
في ليلة من ليالي شهر رمضان، في الحادي عشر من يوليو 2013، شعر بتعب مفاجئ. دقائق قليلة كانت كافية لرحيله، إثر نوبة قلبية أنهت رحلة رجل عاش بهدوء، ورحل في صمت، لكنه ترك وراءه صدى لا يُنسى.
إلى من كان الغزال في خفته، والأسد في شجاعته، والنبيل في خلقه إلى من مثّل الزمالك فخرًا، ومصر شرفًا .. رحمك الله يا إبراهيم يوسف، وجعل مثواك الجنة.